علينا أن نكون واقعيين بأن الدولة في الوقت الراهن تمر بأزمات مختلفة منها عدم توفر السيولة المالية




إن أي منتخب رياضي دولي لا يمكنه خوض مباريات وبطولات دولية ما لم تتوفر له العناصر الأساسية ، الإعداد البدني والنفسي والفني والمهاري والمعدات الرياضية والمعسكرات التدريبية والحوافز التشجيعية .. وهذا ما تفعله الدول الأوروبية لفرقها الرياضية لفئة ذوي الإعاقة.. أما في ليبيا فإن الصورة تنعكس تماما حيث أن اللاعبين والمدربين يبدلون جهدا مضاعفا تحت وتيرة ضغط نفسي بين كابوس عدم توفر الدعم المادي والحرمان من المشاركة وأنهم لا يردون من المشاركة سوى تشريف ليبيا في المحافل الدولية والعالمية.. بالإضافة إلى أن اللجنة البارالمبية الليبية تعاني من أزمة مالية منذ سنوات تجعلها عاجزة عن إيجاد حل جذري لكل مشاكل اللجنة المالية والفرق الرياضة.. ولمزيد من التوضيح أجرينا هذا اللقاء من رئيس اللجنة البارالمبية الليبية السيد خالد الرقيبي الذي أجاب عن أسئلتنا بكل صراحة:ـ / ما هي البرامج والنشاطات التي أعدتها اللجنة البارالمبية الليبية للموسم الرياضي 2018؟ ـ وضعت اللجنة البارالمبية الليبية البرنامج الخاص بالنشاط المحلي والدولي وأعدت الميزانية التقديرية لعام 2018.. لصرف علي البرامج والمسابقات الرياضية المزمع إقامتها هذا العام سواء كانت في الألعاب الفردية أو الجماعية..” كرة الطائرة جلوس، ألعاب القوى، كرة القدم ، القوة البدنية، كرة الهدف للمكفوفين، تنس الطاولة ، كرة السلة علي الكراسي المتحركة…” إن سنحت الظروف وتم توفير الدعم المادي سوف يتم تنفيذ هذه البرامج. / كيف ستختار اللجنة البارالمبية الليبية اللاعبين والفرق الرياضية للمشاركة في البطولات الخارجية لعام 2018؟ ـ تقوم اللجنة باختيار المنتخب من خلال الدعوة المقدمة من اللجنة المنظمة للبطولات في أي لعبة وبعد ذلك يتم وضع البرنامج العام للمنتخب الذي يتمثل في عدد اللاعبين المشاركين والمدربين وعلي ضوءها يتم اعتماد الميزانية المقدرة لهذه البطولة ومن تما تعرض علي الجهات المسئولة علي الرياضة الليبية.. لتسهيل مشاركة الرياضيين.. وبالتالي إذا توفر الدعم المادي فإن الفرق الرياضية المختارة ستشارك في البطولة ، أما إذا لم يتوفر الدعم فإنها ستحرم من المشاركات الدولية. / ـ كيف كان أداء اللاعبين والفرق الرياضية في البطولات الدولية لعام سنة 2017؟ ـ رغم قلة المشاركات للاعبين والفرق الرياضية السنة الماضية 2017 إلا أن الأداء بشكل عام كان في المستوي الجيد جدا. / هل حققت الفرق الرياضية واللاعبين لذوي الإعاقة أي انجازات رياضية لعام 2017؟ ـ الفرق الرياضية لذوي الإعاقة وبدون أي دعم مادي حققت عددا من الانجازات الرياضية عام 2017..منها مشاركة منتخبات ألعاب القوى في ملتقي مراكش الدولي الذي تحصل فيها اللاعبين علي قلائد متنوعة. / ـ هل لازالت المشكلة المتعلقة بعدم توفر الميزانية السنوية قائمة أم أنكم تمكنتم من إيجاد حل لها؟ ـ للأسف الشديد ولهذه اللحظة لم يتم اعتماد الميزانية السنوية ليس للجنة البارالمبية الليبية فقط وإنما لكل الاتحادات الرياضية.. ولقد تم في الفترة الماضية عقد اجتماع موسع مع رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة بفندق ريدسون بلو ” المهاري ” ..ومناقشته بشأن الميزانية السنوية ولقد أكد رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة بأن الدعم المادي لعام 2018 سيتم توفيره لكافة الاتحادات الرياضية والألعاب الرياضة واللجنة البارالمبية الليبية. / كيف ستتدبر اللجنة البارالمبية الليبية مسألة المشاركات الدولية في حال عجزها عن إيجاد حل لمشكلة الأزمة المالية الحالية؟ ـ بصراحة مسألة توفير الدعم المادي تعد بالمنظور العام صعبة وخاصة في ظل الظروف الحالية والأزمة المالية التي تمر بها البلاد.. ولكن مساعينا ستكون بصورة شخصية في البحث عن الموارد لدعم اللاعبين والفرق الرياضية .. وبالتالي أري أنه سيتم تقليص عدد المشاركات الدولية والتركيز علي الحدث الأهم الذي يساعد المنتخبات الرياضية واللاعبين علي تحقيق النتائج التي تؤهلهم لدورة الألعاب البارالمبية الدولية بطوكيو سنة 2020. / ماذا عن دفع مرتبات الموظفين باللجنة البارالمبية الليبية؟ ـ خاطبنا العديد من الجهات المسئولة منها الحكومة المؤقتة وحكومة الوفاق ..ونتمنى أن تحل هذه المشكلة لدفع مرتبات الموظفين السابقة واللاحقة بالإضافة لسداد المبالغ المتراكمة علي اللجنة البارالمبية الليبية. / هناك من يلقي اللوم علي الدولة في عدم توفر الدعم المادي؟ ـ نحن نعمل بإمكانيات محدودة جدا وعندما نتحدث عن إمكانيات علينا أن نكون واقعيين بأن الدولة في الوقت الراهن تمر بأزمات مختلفة منها عدم توفر السيولة المالية باَلإضافة إلى عدم توفر الأدوية وبعض المستلزمات الضرورية الخاصة بالمستشفيات .. وأعتقد أن الرياضة وأنا معهم في هذا الرأي تأتي في الدرجة الثانية أو الثالثة..ولكن رغم قلة الإمكانيات إلا أن اللجنة البارالمبية الليبية مستمرة في أداء واجبها لمساعدة اللاعبين والفرق الرياضية، ولن تقفل بابها أمام أي أحد.. ونلتمس من متابعي ومحبي رياضة ذوي الإعاقة واللجنة البارالمبية الليبية أن يقفوا معها ويساندوها في محنتها. / ما الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع الجمعية العمومية السابق وما النتائج والتوصيات التي اعتمدت في نهاية الاجتماع؟ ـ الاجتماع كان في المستوي الجيد من حيث النقاش والتعاون بين الأعضاء المشاركين سواء من الاتحادات الرياضية أو اللجان الفنية العليا.. بالإضافة إلى أنهم قدموا خلال الاجتماع برامجهم السنوية لكافة نشاطاتهم وخططهم الرياضية المحلية والدولية ..وأنهم في انتظار الدعم المادي من اللجنة البارالمبية الليبية لتنفيذها ..وفي نهاية الاجتماع تم التوصل إلى عدد من التوصيات والنتائج أهمها: ” التركيز علي الدورات التدريبية للحكام والمدربين ـ صقل أداء الإداريين العاملين بالاتحادات الفرعية الرياضية واللجان الفنية العليا ـ تفعيل رياضة المرأة “.. وكذلك إيجاد الموارد البديلة للميزانية المقدمة من الدولة منها فتح باب الاستثمار وإمكانية التؤمة مع بعض الشركات الراعية بهذا الخصوص.. ولأننا كلجنة نهتم بتطوير أداء الفرق الرياضية واللاعبين قمنا بفتح المجال لكل الاتحادات الفرعية الرياضية بالمناطق واللجان الفنية العليا للبحث عن الموارد الاستثمارية ليتم من خلالها دعم فرقهم الرياضية. / نفهم من كلامك بأنه إذا تحصل لاعب ليبي أولمبي في أي لعبة علي من يدعمه رجل أعمال أو أحدى الشركات الراعية فإن اللجنة البارالمبية الليبية ستوافق علي ذلك؟ ـ أود التوضيح بأنه لدينا في هذا المجال تجربة سابقة وبالتحديد في لعبة ألعاب القوى حيث أن المسئولين علي اللجنة الفنية العليا لألعاب القوى برئاسة السيد عز الدين بلعيد دائما يبحثون عن الموارد والشركات الراعية لدعم فرقهم الرياضية في البطولات الدولية..نعم وأقولها من خلال منبركم الإعلامي وبدون تردد بأن أي لاعب أو منتخب رياضي أو لجنة فنية عليا تجد من يدعم الفرق الرياضية واللاعبين المسجلين لديها فإننا نشجعهم علي ذلك. / لماذا لم نعد نري الاجتماعات الدورية التي كانت تعقد طيلة السنوات الماضية باللجنة البارالمبية الليبية؟ ـ الظروف الحالية التي تمر بها البلاد وعدم الاستقرار الأمني هو الذي حال دون إقامة الاجتماعات الدورية مع الاتحادات الرياضية واللجان الفنية العليا.. ولكن هذا العام وبعد اعتماد الميزانية السنوية سيتم التركيز علي الاجتماعات بشكل مستمر. / هل بالفعل أن القرار رقم ( 1272) الصادر عن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني لعام 2017 سيكون لصالح فئات ذوي الإعاقة ويخدم مصالحها العلمية والعملية والاجتماعية والرياضية .. أم أنه سيبقي حبرا علي ورق؟ ـ أري بأن هناك العديد من القرارات التي تخص فئة ذوي الإعاقة لازالت موجودة في أدرج المكاتب الإدارية ولم يتم تفعيلها ، ونحن نرحب بأي قرار تصدره الجهات الحكومية لصالح فئة ذوي الإعاقة.. وأملنا كبير في المسئولين الحاليين لتنفيذ هذه القرارات. / ما هي فحوي الاجتماع الذي تم عقده مع الوزراء المختارين بخصوص القرار رقم (1272)؟ ـ منذ تاريخ صدور هذا القرار لم يتم دعوتنا لأي اجتماع.. ولازلنا ننتظر من رئيس الحكومة المؤقتة السيد فائز السراج أن يقوم بدعوتنا لاجتماع قريب مع الأطراف المعنية. / ـ كيف جاءت فكرة أو مبادرة إنشاء مكتب خاص بفئة ذوي الإعاقة لدي مصلحة الأحوال المدنية؟ ـ نظراً لازدحام الجهات العامة التي يتم من خلالها استخراج الأوراق الرسمية والطلب الدائم من بعض المؤسسات العامة للرقم الوطني.. رأت اللجنة البارالمبية الليبية أن تقوم بمخاطبة مصلحة الأحوال المدنية وذلك لفتح مكتب خاص بفئة ذوي الإعاقة لتسهل عليهم مهمة الحصول علي مخرجات مصلحة الأحوال المدنية منها ” الأوراق الرسمية، ورقة العائلة ، الرقم الوطني” ..ويمكنني القول بأن رئيس مصلحة الأحوال المدنية السيد محمد حسن رحب بهذه الفكرة وأبدي استعداده التام علي تقديم كل المساعدات لتجهيز المكتب بعد اختيارنا للمكان .. وبالفعل تم توقيع الاتفاقية بين الطرفين، ولقد تم تخصيص مكتب بمنطقة الهضبة ليخدم فئة ذوي الإعاقة بمدينة طرابلس وضواحيها وهو في طور الإنشاء، وكما أكد رئيس مصلحة الأحوال المدنية بأنه سيتم فتح عدد من المكاتب في ليبيا لخدمة فئة ذوي الإعاقة. / هل تتقبلون النقد بمختلف أنواعه ؟ ـ نحن نتقبل النقد البناء الذي يساعدنا علي تلافي أي خطأ قد يحدث دون قصد أكثر من الشكر..ويمكنني القول بأن الذي يعمل لابد أن يخطئ..وعملي كرئيس لجنة بارالمبية مكمل لباقي العاملين باللجنة ، ودائما نسعى لتقديم الأفضل للاعبين والمنتخبات الرياضية.. وصحيح أن اللجنة حاليا تمر بأزمة مالية كبيرة إلا أننا سوف نتخطى هذا المشكلة. /ما الذي تحتاج إليه شريحة ذوي الإعاقة في ليبيا؟ ـ شريحة ذوي الإعاقة في ليبيا متعددة منها الطالب و المهندس والدكتور والبطل الأولمبي، وبذلك ينبغي أن توفر لهم المعدات التي تنقصهم والدعم المادي ولا يمكن لدولة إهمالهم باعتبارهم حسب نظرة البعض عالة علي المجتمع.. وبالتالي فهم يحتاجون إلى دعم معنوي ومادي ولوجستى. / كلمة نختم بها الحوار؟ ـ من خلالكم أهنئ أبطال الأولمبياد الخاص الليبي علي النتائج الباهرة التي حققوها ، وأقول لهم بأنهم شرفوا ليبيا أحسن تشريف تدربوا بدون خضوعهم لمعسكرات تدريبية وبإمكانيات محدودة وشاركوا في البطولة وعادوا لأرض الوطن موشحين بقلائد الذهب والفضة وذلك بعد تحقيقهم أربعين قلادة “ثمانية وعشرين ذهبية وبالتساوي ستة قلائد فضية وستة قلائد برونزية”.. وكل ذلك الانجاز لم يأتي من فراغ بل من الجهد المكثف الذي بذله المدربين واللاعبين وصبرهم علي كل الضغوطات التي مروا بها قبل البطولة وإصرارهم علي انتزاع الفوز..كما أشكر رئيس اللجنة الفنية العليا لألعاب القوى السيد عز الدين بلعيد والعاملين باللجنة الفنية العليا لألعاب القوى علي المجهودات التي يبدلونها والانجازات الرياضية التي حققتها فرقهم الرياضية العام الماضي.. وأعتبرها من اللجان الفنية النشطة.. وختاما أتمنى لكل اللاعبين والفرق الرياضية التوفيق.

ليست هناك تعليقات