الفجوة في الرفعات: تحليل فني لمشاركة ليبيا في بطولة العالم لرفعات القوة البارالمبية - القاهرة 2025
اختتم الوفد الليبي مشاركته في بطولة العالم لرفعات القوة البارالمبية التي أقيمت في القاهرة عام 2025، ببعثة مكونة من 13 رياضياً ورياضية (8 رجال، 5 سيدات)، والتي حصدت ما مجموعه سبع ميداليات (ذهبيتان، فضيتان، وثلاث برونزيات). وقد ضمت البعثة رياضيين من مختلف الفئات العمرية، بدءاً من الرياضية رهف الهدار (14 عاماً) التي حققت الميداليتين الذهبيتين، وصولاً إلى الرياضي علي أبوبكر (41 عاماً). ويكشف التحليل الفني الدقيق للنتائج الرقمية، التي حللناها بالذكاء الاصطناعي والمستند بالكامل إلى البيانات الرسمية المنشورة على الموقع الإلكتروني للبطولة، عن وجود فوارق أداء ملحوظة تتراوح بين 0 و312 كيلوغراماً بين الرياضيين الليبيين ونظرائهم المتصدرين عالمياً، بمتوسط فجوة يبلغ 115 كجم، وهو ما يمثل نسبة 45.5% من متوسط الأوزان التي رفعها الحاصلون على الميداليات الذهبية.
الترتيب العام وأداء ليبيا:وفقاً للنتائج الرسمية، هيمنت وفود دولية محددة على الترتيب العام للميداليات في فئة النخبة.الترتيب | الدولة | ذهب | فضة | برونز | المجموع |
|---|---|---|---|---|---|
1 | الصين | 13 | 4 | 4 | 21 |
2 | مصر | 11 | 7 | 5 | 23 |
3 | نيجيريا | 8 | 7 | 5 | 20 |
4 | اليابان | 5 | 2 | 1 | 8 |
5 | كازاخستان | 5 | 2 | 1 | 8 |
... | ... | ... | ... | ... | ... |
9 | ليبيا* | 2 | 1 | 2 | 5 |
* ترتيب ليبيا في فئات المبتدئين والجيل القادم فقط.
نتائج الوفد الليبي: 13 رياضياً و7 ميداليات
توضيح حول إحصاء الميداليات: قد يلاحظ المتابع وجود اختلاف في أرقام الميداليات بين الجداول الرسمية المنفصلة للبطولة.
- الجدول الرسمي لفئة (Rookie & Next Gen) - (المبتدئين والجيل القادم): يُظهر لليبيا 5 ميداليات (2 ذهب، 1 فضة، 2 برونز).
- التحليل الإجمالي (هذا التقرير): يُظهر 7 ميداليات (2 ذهب، 2 فضة، 3 برونز).
السبب في الاختلاف: الحصيلة الإجمالية (7 ميداليات) التي نعتمدها هنا هي المجموع الشامل لـ جميع الفئات. فهي تجمع ميداليات فئة (Rookie & Next Gen) - (المبتدئين والجيل القادم) مع الميداليات التي تحققت في فئة (Legend)، والتي تُدرج في جدول "Senior" الرسمي بشكل منفصل. هذا التحليل يدمج كلتا الفئتين لعرض صورة كاملة لإنجازات الوفد.
ملخص الميداليات المحققة (الإجمالي 7):
الميداليات الذهبية (2):
رهف عبد النور الهدار - وزن حتى 50 كجم (ذهبيتان: الجيل القادم/أفضل مبتدئة) - 45 كجم.
الميداليات الفضية (2):
سفيان بوستة - وزن 49 كجم (المبتدئين) - 107 كجم.
فوزية مانيطه - وزن 67 كجم (الأسطورة) - 60 كجم.
الميداليات البرونزية (3):
عصام كرير - وزن 80 كجم (الأسطورة) - 132 كجم.
غزالة العقوري - وزن +86 كجم (الأسطورة) - 98 كجم.
عبدالباسط خيري - وزن 88 كجم (المبتدئين) - 63 كجم.
المراكز التي حققها بقية أعضاء الوفد:
علي أبوبكر (النخبة/المبتدئين 88 كجم): مجموع 469 كجم - المركز التاسع عالمياً.
إبراهيم عثمان (النخبة 80 كجم): رفع 158 كجم - المركز الثامن عالمياً.
محمد عبدالرحمن (النخبة 97 كجم): رفع 165 كجم - المركز 23.
طيف أحمد (الجيل القادم 49 كجم): رفع 110 كجم - المركز السادس.
عبدالمالك عطية (الجيل القادم 49 كجم): رفع 100 كجم - المركز السابع.
سحر الغنيمي (النخبة 73 كجم): رفعت 78 كجم - المركز 17.
غفران فليج (النخبة 86 كجم): رفعت 85 كجم - المركز 13.
تحليل الرفعات والفجوات الرقمية
يقدم الجدول التالي تحليلاً مقارناً للأداء الرقمي للرياضيين الليبيين في مقابل أداء الحاصلين على المراكز الأولى في فئاتهم.
الرياضي | الفئة | الوزن | رفعة ليبيا | رفعة البطل | الفجوة | نسبة الفجوة |
|---|---|---|---|---|---|---|
رهف الهدار | الجيل القادم/أفضل مبتدئة | 50 كجم | 45 كجم | 45 كجم | 0 كجم | 0% ★ |
طيف أحمد | الجيل القادم | 49 كجم | 110 كجم | 141 كجم | 31 كجم | 22.0% |
علي أبوبكر | النخبة/المبتدئين | 88 كجم | 469 كجم | 615 كجم | 146 كجم | 23.7% |
إبراهيم عثمان | النخبة | 80 كجم | 158 كجم | 223 كجم | 65 كجم | 29.1% |
عبدالمالك عطية | الجيل القادم | 49 كجم | 100 كجم | 141 كجم | 41 كجم | 29.1% |
محمد عبدالرحمن | النخبة | 97 كجم | 165 كجم | 240 كجم | 75 كجم | 31.2% |
عصام كرير | الأسطورة | 80 كجم | 132 كجم | 223 كجم | 91 كجم | 40.8% |
غزالة العقوري | الأسطورة | +86 كجم | 98 كجم | 168 كجم | 70 كجم | 41.7% |
فوزية مانيطه | الأسطورة | 67 كجم | 60 كجم | 147 كجم | 87 كجم | 59.2% |
عبدالباسط خيري | المبتدئين | 88 كجم | 63 كجم | 158 كجم | 95 كجم | 60.1% |
سحر الغنيمي | النخبة | 73 كجم | 78 كجم | 330 كجم | 252 كجم | 76.4% |
غفران فليج | النخبة | 86 كجم | 85 كجم | 397 كجم | 312 كجم | 78.6% |
أداء الرياضية رهف الهدار: تمكنت الرياضية من إحراز المركز الأول في فئتها التي اقتصرت المشاركة فيها على رياضيتين فقط، متفوقة بفارق كيلوغرامين عن منافستها المصرية، وهو ما كان كافياً لتحقيق الميدالية الذهبية.
أداء الرياضي علي أبوبكر: سجل الرياضي علي أبوبكر الأداء الأبرز ضمن الوفد الليبي، محققاً المركز التاسع عالمياً بفارق تسعة كيلوغرامات فقط عن المركز الثامن، وبفجوة أداء بلغت 23.7% مقارنة بالمتوج بالميدالية الذهبية.
أداء الرياضي إبراهيم عثمان: أحرز الرياضي المركز الثامن عالمياً، مع تحقيق نسبة نجاح كاملة في جميع محاولاته، وبفارق 45 كيلوغراماً عن صاحب الميدالية البرونزية.
تحليل تفصيلي لفئة وزن 49 كجم رجال:
فئة المبتدئين (Rookie): أحرز الرباع سفيان بوستة الميدالية الفضية عن جدارة بعد نجاحه في رفع 100 كجم ثم 107 كجم، قبل أن يخفق في محاولته الأخيرة لرفع 115 كجم. كانت المنافسة قوية حيث أن الفارق بينه وبين صاحب الميدالية الذهبية الأرميني (115 كجم) لم يتجاوز 8 كيلوغرامات فقط.
فئة الجيل القادم (Next Gen): شهدت هذه الفئة أداءً قوياً من الرباعين الليبيين، حيث حل طيف أحمد في المركز السادس عالمياً برفعة بلغت 110 كجم، وكان قريباً جداً من منصة التتويج بفارق 13 كجم فقط عن الميدالية البرونزية. وجاء زميله عبد المالك عطية في المركز السابع عالمياً برفعة قدرها 100 كجم.
أداء الرياضية غفران فليج: في مشاركتها الدولية الأولى، تم تسجيل أكبر فارق رقمي في أداء البعثة باسمها، حيث بلغ 312 كيلوغراماً، وهو ما يعكس مستوى التنافسية المرتفع في فئة النخبة للسيدات.
أداء رياضيي فئة "الأسطورة": على الرغم من تحقيق رياضيي هذه الفئة لميداليات، إلا أن مقارنة أدائهم الرقمي بنتائج فئة النخبة تكشف عن وجود فوارق جوهرية في الأوزان المرفوعة.
المؤشرات الفنية والاستنتاجات
المؤشرات الإيجابية المستخلصة:
نسب نجاح المحاولات: نجح ما يقارب نصف أعضاء الوفد (46%) في تحقيق نسبة نجاح كاملة في جميع محاولاتهم، وهو ما يشير إلى مستوى عالٍ من التركيز الفني.
أداء الفئات العمرية الصغيرة: يُظهر أداء الرياضيين في فئة "الجيل القادم" فجوات أداء هي الأقل نسبياً (بمتوسط 24.4%)، مما قد يشير إلى وجود قاعدة من المواهب الشابة.
عامل الخبرة: تُظهر النتائج التي حققها رياضيون ذوو خبرة مثل علي أبوبكر وعصام كرير وغزالة العقوري أن عامل الخبرة قد يسهم في إحراز مراكز متقدمة.
خلاصة التحليل الفني: تُظهر البيانات أن الفجوة الرقمية في الأداء تمثل التحدي الأساسي، لا سيما في فئة النخبة. ومع ذلك، فإن إحراز مراكز متقدمة على الصعيد العالمي، مثل المركزين الثامن والتاسع، والحصول على ميدالية ذهبية في فئات الشباب، يبرهن على وجود إمكانات فردية قادرة على تحقيق أداء تنافسي. وعليه، فإن أي تطوير مستقبلي يستلزم وضع استراتيجيات تهدف إلى تقليص هذه الفجوة الرقمية.
تحليل فرص التأهل إلى الألعاب البارالمبية "لوس أنجلوس 2028"
1. المعايير الأساسية للتأهل: وفقاً للوائح الاتحاد الدولي لرفعات القوة البارالمبية، يتطلب التأهل لدورة لوس أنجلوس 2028 تحقيق شرطين رئيسيين:
تحقيق الحد الأدنى للرفعة التأهيلية: يجب على كل رياضي تحقيق الحد الأدنى للرفعة المعتمد لفئة وزنه في مسابقات دولية رسمية.
التصنيف العالمي: بالإضافة إلى تحقيق الحد الأدنى للرفعة، يجب على الرياضيين تحقيق ترتيب متقدم ضمن التصنيف العالمي خلال فترة التصفيات الممتدة بين 2025 و2028.
2. تقييم أداء المنتخب الليبي وفقاً للمعايير: بناءً على الأرقام المسجلة في بطولة العالم 2025، يمكن تقييم وضع الرياضيين كالتالي:
الرياضيون الذين حققوا الحد الأدنى للتأهل: نجح ثلاثة رياضيين بالفعل في تجاوز الحد الأدنى المطلوب، أبرزهم إبراهيم عثمان الذي رفع 158 كجم في وزن 80 كجم (الحد الأدنى 150 كجم)، مما يجعله قد استوفى الشرط الأول.
رياضيون بحاجة إلى تحسين: رياضيون آخرون مثل محمد عبدالرحمن (165 كجم) يقتربون من العتبة التأهيلية في فئاتهم، لكنهم يحتاجون إلى تقليص الفجوة مع المنافسين الدوليين لضمان مركز متقدم في التصنيف. بينما يواجه رياضيون مثل علي أبوبكر تحدياً في ترجمة مجموع رفعاته القوي إلى رفعة فردية تتجاوز الحد الأدنى البالغ 157 كجم في فئة وزنه.
فئة الجيل القادم: الرياضيون الواعدون مثل رهف الهدار وطيف أحمد يمتلكون إمكانيات كبيرة، ومع تطورهم البدني والفني خلال السنوات القادمة، يمكنهم الوصول إلى معايير التأهل لفئة النخبة.
3. خاتمة ورؤية مستقبلية: نحو التأهل بالأرقام لا بالدعوات في ختام هذه المشاركة العالمية، التي سبقها معسكر إعدادي مغلق لمدة شهرين، لا بد من تقديم الشكر والتقدير للطاقم الفني والإداري وأعضاء اللجنة الفنية العليا للعبة على المجهودات التي بذلت في سبيل تمثيل ليبيا في هذا المحفل الدولي. إن النتائج المحققة، من ميداليات ملونة ومراكز متقدمة، هي ثمرة هذا الجهد وتفاني الرياضيين.
ومع ذلك، يكشف التحليل الرقمي الصريح عن حقيقة لا يمكن إغفالها: الفجوة الكبيرة في الأداء مع نخبة العالم. بناءً على الأرقام الحالية، فإن التأهل المباشر إلى بارالمبياد لوس أنجلوس 2028 ليس مؤكداً بعد. الأداء في بطولة العالم 2025 يمثل خطوة أولى إيجابية، لكن الطريق لا يزال يتطلب عملاً أكبر واستراتيجية واضحة للسنوات القادمة. يجب أن يكون الهدف الأسمى هو التأهل إلى الدورات البارالمبية القادمة بالاعتماد على أرقام رياضيينا وكفاءتهم، وليس انتظار بطاقات الدعوة.
لتحقيق هذا الهدف، يجب الانتقال من الجهود الفردية إلى عمل مؤسسي ممنهج، وذلك عبر:
وضع برامج تدريب مكثفة: تصميم برامج تستهدف زيادة الأداء بنسبة تتراوح بين 30-40% خلال السنوات الثلاث القادمة للرياضيين الذين لم يحققوا الحد الأدنى بعد.
زيادة المشاركات الدولية: تأمين مشاركات متعددة في بطولات التصفيات المعتمدة أمر حاسم لاكتساب الخبرة وتحسين التصنيف العالمي.
توفير الدعم المتكامل: يجب تقديم دعم فني وطبي ونفسي مستمر للرياضيين للوصول بهم إلى أعلى مستويات الأداء.
إن الاستثمار في جيل الشباب، الذين أظهروا أقل فجوة في الأداء، وتوفير الدعم للرياضيين المخضرمين، هو السبيل الوحيد لضمان حضور ليبي قوي ومنافس في المحافل الدولية المستقبلية، حضور قائم على الجدارة والاستحقاق. يمثل هذا التحليل رؤية علمية وموضوعية لا تهدف للانتقاص من أي جهة، بل تدعو إلى تفكير جدي لتطوير هذه الرياضة التي ظلت تدور في نفس الحلقة لسنوات. وانطلاقاً من الالتزام بالشفافية المطلقة، نشر هذا التقرير التحليلي على الموقع الرسمي للجنة البارالمبية الليبية.
رسم بياني يوضح الفجوة في الرفعات بين الرياضيين الليبيين والأبطال العالميين في بطولة العالم للرفعات البارالمبية - القاهرة 2025
مقال تحليلي كتبَه: عبدالسلام شليبك
مكتب الإعلام والتوثيق – اللجنة البارالمبية الليبية







التعليقات على الموضوع