الطائرة جلوس بين الواقع والطموح




الكثير من المتابعين للعبة الكرة الطائرة جلوس في ليبيا يرى بأنها لم تثبت على مستوى معين, فهي ترتفع قليلاً وأحياناً أخرى تتراجع خطوة أو خطوات, وهذا راجع إلى عدة عوامل ومن بينها الإمكانيات المادية والتي لا تسمح للجنة البارألمبية بإقامة دوري كامل بين الفرق من ذهاب وإياب, أو الإكثار من الدورات المجمعة كما يحدث في بعض الدول ومنها مصر, وتصرف على جميع الفرق (والتي تصل إلى 8 ثمانية على أقل تقدير) من تذاكر سفر وملابس وإقامة وإعاشة وغيرها, لأنه لا توجد أندية متخصصة لرياضة المعاقين ولها ميزانية مستقلة تصرف على فرقها في مشاركاتها الرياضية, وكذلك عدم وجود مدربين ذوي كفاءة عالية بخفايا التدريب في هذه اللعبة, والعامل الآخر والمهم هو اللاعبين (أساس اللعبة) فتجد القليل منهم يمارسها لحبه لهذه اللعبة وبدون أي مقابل, أما الكثير منهم فيمارسونها بمبدأ كم المقابل؟ (المساومة) حتى في المشاركة الدولية مع المنتخب الوطني !!!!!!!!!. وقد تعاقدت عدة لجان فنية لتسيير هذه اللعبة وكلها حاولت جاهداً بقدر استطاعتها من أجل النهوض بها, ولكن دائماً تواجه بالعراقيل التى سبق ذكرها. ولو نظرنا إلى مشاركة منتخبنا الوطني العام الماضي بمصر في تصفيات الألعاب البارألمبية (لندن 2012) ورغم الإمكانيات التي أتيحت للمنتخب في فترة الاستعداد إلا أن رفض بعض اللاعبين الالتحاق بالمعسكر ورفض البعض الآخر السفر مع المنتخب في آخر لحظة (ولا داعي لذكر الأسباب) ضاعت فرصة التأهل, حيث كان منافسنا على الورقة الثانية (الأول مصر بدون منازع) هو منتخب المغرب الذي حضر إلى مصر بدون أي استعداد وهذا ما لاحظته شخصياً لمعرفتي السابقة بهذا المنتخب, ولعب منتخبنا بالصف الثاني ولقلة خبرتهم خسرنا فرصة التأهل. ودعونا ننسى الماضي وننظر للأمام, ففي مهرجان الاستقلال الثاني استجلبت بعض الفرق لاعبين من مصر وهذه خطوة جيدة وإيجابية لسببين: الأول أن الفرق – رغم عدم وجود أندية - بدأت تعتمد على نفسها وتبحث عن ممول لها لدعم صفوفها بلاعبين ذوي خبرة ومؤهلات فنية عالية, والسبب الثاني أن وجود هؤلاء اللاعبين سيزيد من شدة التنافس ويرتقي بمستوى الدوري واللاعبين إلى مستوى أعلى مما كان عليه في السابق وخاصةً أن الاحتكاك مع هؤلاء سوف يزيل الخوف والرهبة من مواجهة منتخب مصر, و بالتأكيد سينعكس هذا التطور على المنتخب الليبي في الوقت القريب. إن فتح باب الاحتراف ودعمه بمدربين من الدول المتطورة في هذه اللعبة مع دمج المدربين المحليين معهم الذين سبق لهم الحصول على دورة تدريب سوف ينعكس إيجاباً على تطورنا قريباً والوصول إلى أعلى المستويات ورفع راية ليبيا الحرة (راية الاستقلال) في المشاركات القادمة, ولنتكاثف جميعاً من أجل النهوض بالرياضة في بلادنا في جميع الألعاب وبعيداً عن الجهوية والقبلية, وعاشت ليبيا حرة أبية.

بقلم الحكم الدولي خالد شنيشح 

ليست هناك تعليقات